يعتبر التضمين أحد الظواهر البديعية الواردة في شعر الشيخ عبد الرزاق الكُوسَوِّي, ويمكن أن يعد هذه الظاهرة من العوامل التي أسهمت في تنمية المادة الشعرية لدى الشاعر حيث تأثر بالإنتاجات الأدبية لدى فحول الشعراء وتأثرت فيه شكلا ومضمونا, وضمنها في شعره خصوصا شعر مديح النبي صلى الله عليه وسلم, ومن أوائل من فطن إلى أمثال تلك الظواهر البديعية في الأعمال الأدبية الجاحظ, وقد أشار إليها في حديثه عن التأثر والتأثير بين الشعراء حيث يقول: " أخذ الشعراء بعضهم معاني بعض, ولا يعلم في الأرض شاعر تَقَدَّمَ في تشبيهٍ مُصيبٍ تامّ وفي معنًى غريبٍ عجيب أو في معنًى شريف كريم أو في بديعِ مُخترع إلاّ وكلُّ مَنْ جاءَ من الشُعَراءِ منْ بَعدِه أو معه إنْ هو لم يعد على لفظه فيسرقَ بعضه أو يدعِيَه بأسْره فإنّه لا يَدعُ أن يستعينَ بالمعنى ويجعَلَ نفسه شريكاً فيه كالمعنى الذي تتنازعُه الشعراءُ فتختلف ألفاظهم وأعاريضُ أشعارهِمْ"...i هذا, وقد دفع الباحثين إلى الموضوع ما لاحظاه من صور التضمين الواردة في ديوان الشاعر المسمى: "الجوهر الفرد في مدح القطب الفرد, والملحق به بعنوان: "رد الشارد إلى أصفى الموارد" وهي تشهد على تمكن الشاعر وسعة باعه في قرض الشعر, وكثرة اطلاعه على الإنتاجات الأدبية السابقة وتأثره بها وتأثيرها فيه, حيث اقتبس شيئا منها وضمنها في شعره من حيث الشكل والمضمون, وعبّر عما في ضميره وأحاسيسه بكل طلاقة, وهدف المقالة أن تقف على الظاهرة وتلقي الضوء على كيفية استخدام الشاعر لها, وتحتوي المقالة على النقاط التالية: